تعد حرب 1967 الحرب الثالثة ضمن سلسلة الحروب خاضتها إسرائيل ضد العرب في ما سمي بالصراع العربي الإسرائيلي وقد انتهت باستيلاء إسرائيل على كامل دولة فلسطين هذه المنطقة الجغرافية التي كانت السلطة القائمة عليها ما بين عام 1923 وحتى عام 1948 تدعى حكومة فلسطين تحت الانتداب البريطاني وتدعو الأرض القائمة عليها فلسطين[1]. ومعظم أهلها من العرب المسلمين والمسيحيين بالإضافة إلى أقلية من اليهود. وكان نفوذ هذه السلطة يمتد على جميع الأراضي التي يدعوها اليهود اليوم إسرائيل ويعرفها العرب كفلسطين ويطلقون عليها اسم فلسطين المحتلة. وهذه الأرض كانت جزءًا من بلاد الشام لأكثر من أربعة عشر قرناً.
تسمى هذه الحرب (بالإنجليزية: Six Days War) وتترجمها المصادر الإسرائيلية [2][3] وبعض المصادر العربية غير الرسمية [4][5] والأجنبية الناطقة بالعربية [6][7] كـ (حرب الأيام الستة) بالعربية، بينما تشيع تسميتها الشعبية بالعربية كـ (النكسة).
اندلعت الحرب في 5 يونيو/حزيران 1967 بهجوم إسرائيلي على قواعد سلاح الجو المصري في سيناء [1]. كان هذا الهجوم النقطة الفاصلة بين فترة ثلاثة أسابيع من التوتر المتزايد والحرب الشاملة بين إسرائيل وكل من مصر، وسوريا والاردن [2]. في غضون الحرب قامت قوات عراقية - كانت مرابطة في الأردن - بمساندة قوات البلاد العربية.
مقدمة
تشكلت حالة التوتر تدريجيًا منذ نهاية 1966 ففي 15 مايو (ايار)1967 عندما جاوزت قوات برية كبيرة من الجيش المصري قناة السويس ورابطت في شبه جزيرة سيناء لإظهار حالة الاستعداد بعد معلومات سوفييتية عن نية إسرائيل مهاجمة العرب [8]. غيرت هذه الخطوة وتطورات أخرى (راجع فقرة جذور الحرب بالأسفل) من الجبهة المصرية فان الحالة القائمة بين مصر وإسرائيل لأول مرة منذ أزمة السويس (1956) ودفع ذلك الحكومة الإسرائيلية إلى إعلان حالة تأهب في صفوف الجيش الإسرائيلي. في 16 أيار/مايو طالب الرئيس المصري جمال عبد الناصر إخلاء قوات الأمم المتحدة UNEF من سيناء وقطاع غزة. كانت هذه القوات الدولية تراقب وقف إطلاق النار بين إسرائيل ومصر منذ 1957. بعد مفاوضات فاشلة استمرت يومين مع كل من حكومتي مصر وإسرائيل، حيث أصرت مصر على إخلاء القوات الدولية ورفضت إسرائيل مرابطتها على الجانب الإسرائيلي من خط الهدنة، غادرت قوات الأمم المتحدة المنطقة في 18 مايو 1967[9]. في 22 مايو أعلنت مصر إغلاق مضيق تيران أمام السفن الإسرائيلية، الأمر الذي اعتبرته إسرائيل سببًا للحرب (Casus Belli). في 30 مايو وقع الرئيس المصري والعاهل الأردني على اتفاقية تحالف عسكري أنهى الخلاف بين الدولتين. في 5 يونيو شن الجيش الإسرائيلي هجومًا على القوات المصرية في سيناء بينما بعث رئيس الوزراء الإسرائيلي برسالة للعاهل الأردني الحسين بن طلال عبر وسيط أمريكي قائلاً أن إسرائيل لن تهاجم الأردن إذا بقي الجيش الأردني خارج الحرب.[10]
جذور الحرب على الجبهة المصرية: ما بين أزمة السويس ويونيو 1967انتهت أزمة السويس بانسحاب إسرائيلي من شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة في 8 مارس/آذار 1957 كما اتفقت إسرائيل ومصر على دخول قوات دولية تابعة لـلأمم المتحدة (UNEF) إلى المناطق التي انسحبت منها إسرائيل لحماية وقف إطلاق النار. بعد الانسحاب أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إسرائيل ستعتبر إعادة إغلاق الممر المائي في تيران أمام سفن إسرائيلية سبباً لحرب.
= كانت مقدمات للحرب والاشتباكات على الجبهة السورية قد بدأت في 64 وتكثفت الإشتباكات بين إسرائيل وسوريا في العام 1964 بشأن النزاع على استغلال مياه نهر الأردن الذي يعد الجولان السوري والينابيع في الجولان هي الرافد الاساسي للنهر ,بينما كانت هادئة نسبيا على الجبهة المصرية كانت هناك استنفار وعمليات عسكرية على الجبهة السورية بين سوريا وإسرائيل وتكررت الاشتباكات قبل أندلاع حرب 67.
في نوفمبر/تشرين الثاني 1966، انتهى التفاهم بين الحكومتين الإسرائيلية والأردنية بشأن تهدئة الحدود الطويلة بين البلدين حيث قُتل 3 جنود إسرائيليين بانفجار لغم على خط الهدنة قرب قرية السموع بجنوبي الضفة الغربية في لواء الخليل الذي كان تابعا للمملكة الأردنية الهاشمية، فشنّ الجيش الإسرائيلي هجوماً متذرعًا بهذه الحجة على قرية السموع الحدودية وهدم بيوتاً كثيرةً فيها وإدعت إسرائيل آنذاك أن 50 أردنياً وإسرائيلياً واحداً قُتلوا في تلك المعركة. وحسب تقارير الأمم المتحدة فإن خسائر الجيش الأردني لم تزد عن 16. وقد أعلن الإسرائيليون فيما بعد أن قائد الحملة الإسرائيلية في هذه المعركة قتل فيها أثناء القتال. وكان قد ورد في قرارات الأمم المتحدة عند إعلان وقف إطلاق النار عام 1948 في أحد شروطها أن تخلو الضفة الغربية من الأسلحة الثقيلة كالدبابات والمدفعية الثقيلة. إلا أن استخدام الإسرائيليين لهذه الأسلحة في هذه المعركة، حرض سكان الضفة على المطالبة بإدخال الأسلحة الثقيلة، مما حدا بالملك حسين بإقرار دخولها20 نوفمبر/تشرين الثاني 1966 تحسبا لأي هجوم آخر بنفس المستوى.
طوال الشهور الأول من عام 1967 كانت الجبهة السورية مع إسرائيل مشتعلة بنيران متقطعة بين الجانبين وكانت المدفعية السورية مستمرة بقصف المواقع الإسرائيلية، بسبب الاشتباكات المدفعية بين الجانبين وتسلل وحدات من المهاجمين الفلسطينين إلى داخل إسرائيل حيث كانت تنطلق عمليات فدائية من سوريا إلى داخل إسرائيل ونفذت الكثير من العمليات الفدائية في هذه الفترة داخل الاراضي المحتلة وتسلل وحدات كوماندوز إسرائيلية إلى داخل سوريا من جانب آخر[11],كان الاتجاه العام داخل إسرائيل يميل للتصعيد العسكري مع سوريا إلا أن ليفي أشكول رئيس الوزراء لم يكن في صف التصعيد إلا أن الضغط العسكري وشكاوي المستوطنات الإسرائيلية على الحدود بسبب القصف السوري دفعت باتجاه التصعيد بصورة أكبر[12]، ففي يوم 5 أبريل/نيسان أعلن ليفي أشكول في الكنيست: "إن إسرائيل قررت أن ترد بالطريقة التي تراها ملائمة على سوريا[13], في 7 أبريل (نيسان) 1967 أسقطت إسرائيل 6 طائرات سورية من طراز ميغ 21(إثنتان داخل سوريا وأربع أخرى منهم ثلاث طائرات داخل الأردن واسقطت سوريا عدد من الطائرات الإسرائيلية منها ما سقط فوق الاراضي السوري ومنها ما سقط داخل إسرائيل [14]) على خلفية تصاعد التوتر بين الجانبين السوري والإسرائيلي، وتبادل لإطلاق النار والقصف، قام الملك حسين بتسليم الطيارين الثلاثة (وهم النقباء وقتها علي عنتر ومحي الدين داوود وأحمد القوتلي)الذين هبطو بالمظلات داخل الأردن إلى سوريا[15]. بعد أحداث 7 نيسان/أبريل كانت التوقعات تقريبا على كل الأصعدة بأن الحرب ستنشب بين سوريا وإسرائيل لا محالة، فعلى الجانب السوري زادت العمليات ضد الإسرائيليين وشارك الفدائيين في العمليات العسكرية، وعلى الجانب الإسرائيلي هدد رابين وأشكول الجانب السوري بان الأسوأ لم يأت بعد، فوكالة المخابرات الأمريكية أخبرت الرئيس جونسون بإحتمال وقوع تحركات ضد سوريا، وتوصل المصريون إلى نفس الاستنتاج، كان أخطر التهديدات الإسرائيلية لسوريا ما نشرته وكالة أخبار الدولية للنشر (UPI)، كان الاعتقاد السائد وقتها ان المصدر المجهول لهذه التصريحات هو رابين، لكن ذلك المصدر كان الجنرال أهارون ياريف، رئيس الاستخبارات العسكرية، أثارت هذه التصريحات موجة عارمة من القلق على الصعيد العربي[16]، في 28 أبريل/نيسان أبلغ وكيل وزارة الخارجية السوفيتية سيميونوف نائب الرئيس المصري أنور السادات أن ليفي أشكول بعث برسالة إلى ألكسي كوسيغين رئيس الوزراء السوفيتي حول الأوضاع على الجبهة السورية الإسرائيلية يحمل فيها سوريا مسؤولية الاستفزاز، وأن رئيس الوزراء الروسي قام بتقريع السفير الإسرائيلي بسبب حشدها لقوات ضد سوريا، فأخبره السفير الإسرائيلي أنه مخول بنفي تلك المعلومات، وأن ليفي أشكول طلب من السفير الروسي الذهاب بنفسه لزيارة الجبهة الشمالية للتأكد، فرفض الأخير معللاً ذلك بقدرة الإتحاد السوفيتي على معرفة الحقيقة بوسائله الخاصة[17],في 13 مايو 1967 أبلغ مندوب المخابرات السوفييتي "سيرغي" (كان مستشاراً بالسفارة السوفييتية بالقاهرة) مدير المخابرات العامة المصرية بأنه يوجد 11 لواءا إسرائيليًا محتشدًا على الجبهة السورية [18],في 14 مايو أصدر المشير عبد الحكيم عامر أوامره بوضع جميع وحدات الجيش المصري على أهبة الاستعداد, بسبب الحشود الإسرائيلية الكثيفة على الحدود مع سوريا, وعندما ناقشه رئيس العمليات اللواء أنور القاضي في عدم جاهزية الجيش للحرب, اخبره المشير بأللا يقلق, فالقتال لم يكن جزءا من الخطة الموضوعة وإنما استعراض كرد على التهديدات الإسرائيلية لسوريا[19].في 15 مايو ذهب الفريق محمد فوزي إلى سوريا, ولم يستطع الحصول على أي معلومة تؤيد المعلومات الروسية, حتى الصور الجوية لم تظهر أي تغيير في مواقع القوات الإسرائيلية في يومي 12 و 13 مايو[19]. في 15 أيار/مايو، ونظر إلى هذه التحركات من قبل الاستخبارات الأمريكية والبريطانية على أنها "تحركات دفاعية تهدف لإظهار للتضامن مع السوريين في وجه التهديدات الإسرائيلية", حتى ان الإسرائيلين لم يظهروا قلقا كبيرا تجاه هذا التحركات, حتى عندما حذر رابين أنهم لا يمكنهم ترك الجنوب بدون تعزيزات، لم يثر الأمر قلقا كبيرا لتشابه تلك الخطوة مع تحركات سابقة تمت عام 1960 وذهب القادة الإسرائيلين للمشاركة في احتفال عسكري بالذكري التاسعة عشرة لقيام دولة إسرائيل[19]. وفي 16 مايو طالبت مصر القوات الدولية بالخروج من أراضيها في خطاب وجهه الفريق أول محمد فوزي إلى قائد القوات الدولية الجنرال الهندي ريخي وقام بتسليمه العميد عز الدين مختار يطالبه فيه بسحب جميع جنوده، للحفاظ على سلامتهم، وذلك بسبب حالة التأهب التي عليها الجيش وتركيز القوات على الحدود الشرقية استعدادًا لأي هجوم من إسرائيل عى مصر [20].في البداية تعامل الإسرائيليون بتفهم مع التحركات المصرية، كان الإسرائيليون ما يزالون في حالة تركيز على الوضع السوري والعمليات السورية تشن على إسرائيل [21]. في 22 أيار/مايو أعلنت مصر إغلاق مضيق تيران أمام السفن إسرائيلية المتجهة إلى ميناء إيلات. اعتبرت إسرائيل هذه الخطوة إعلان حرب نسبة إلى تصريح رئيس وزرائها بعد أزمة السويس وتكثيف القوات المصرية في سيناء.
في 5 يونيو/حزيران 1967 شن سلاح الجو الإسرائيلي هجوما مباغتًا على جميع المرافق الجوية المصرية ودمرها خلال 3 ساعات مطلقا بذلك شرارة الحرب.[22]
العمليـات العسكـرية
عند الشروع بالعمليات العسكرية استثمرت القيادة الإسرائيلية جملة عوامل الهدف منها جني الأرباح من معركتها المزمعة، أهمها:
بسبب صغر حجم إسرائيل النسبي ومحدودية جيشها استخدمت إستراتيجية استندت فيها على الاستفادة من جميع العوامل والظروف والطاقات من سوقية وتعبوية عسكرية منها تحديد الأهداف من الحرب، حيث رأت إسرائيل أن من أهم الأهداف المتوخاة من الحرب هي تثبيت ركائز الدولة العبرية الفتية من خلال ضرورة استثمار الحقبة التي كانت تشهد نشأة وتأسيس الدول العربية الحديثة العهد بمؤسسات الدولة والمجتمع المدني والعسكري كونها ناشئة حديثًا من انفصال ولايات وإمارات عثمانية كدول حديثة الاستقلال تمتلك فلسفة مجتمع وبرامج عمل واسترتيجيات قيد التكوين. كما اعتمدت إسرائيل بسبب هشاشة تكوينها كدولة على دولة عظمى من خلال عقد المعاهدات الإستراتيجية التي من خلالها تقدم الخدمات الجلى لتلك الدول أو من خلال تأثيرات الجاليات اليهودية المتنفذة سياسيًا واقتصاديًا فيها أو ما يسمى باللوبي الداعم لإسرائيل (الأيباك) (بالإنجليزية: AIPAC) المشكل من الزعامات والقيادات اليهودية الأمريكية.[23]
اعتمدت إسرائيل على الحرب الاعلامية.
أطلقت حملة من الحرب النفسية.
استغلت القضية اليهودية القديمة في أوروبا المستندة على الظلم الواقع على اليهود ومعاناتهم من اضطهاد الأعراق غير السامية أي ما يسمى "بالعداء للسامية" كقضية ديريفوس وغيرها، وآخرها اضطهاد نظام هتلر لهم بما يسمى محارق الهولوكوست.
أطلقت حملة دعم في أميركا وإنجلترا تحديداً من خلال الكنائس البروتستانتية ذات العقيدة القريبة من الفكر اللاهوتي التوراتي معتمدةً على التلمود المشترك بين اليهودية وتلك الطائفة التي يدين بها أغلب الإنجليز والاكثرية الساحقة من الأميركان. استغلت إسرائيل عوامل عربية داخلية أخرى مثل انشغال الدول العربية بانقلابات فاشلة أو بلبلة داخلية كتكفير الاخوان المسلمين للحكومة المصرية ومحاولاتهم قلب نظام الحكم والتحريض على حرق معامل حلوان الأمر الذي أشغل الدولة كثيراً مما ترتب عليه إصدار أحكام إعدام بحق المحرض على العملية سيد قطب. وكذلك استثمرت الأدوار التي لعبها الجواسيس من اليهود العرب وغيرهم مثل منير روفا الذي اختطف طائرة ميغ 21 وعزرا ناجي زلخا وايلي كوهين وغيرهم، في جمع المعلومات عن السلاح العربي للتعرف على أسراره ومواجهته والعمل كطابور خامس لتحطيم الجبهات الداخلية العربية.
اعتمدت على مبدأ التفوق في السلاح فبعد أن كانت القوات العربية متفوقة تسليحيًا لغاية عام 1965 عقدت إسرائيل عددًا مهمًا من الاتفاقات لإعادة تسليحها بأحدث الأسلحة الغربية.
اعتمدت كذلك على مبدأ التفوق الجوي في ساحة المعركة ذلك لوهن الجندي الإسرائيلي وومحدودية حيلته وعدده. وبنت قيادة الجيش والأركان الإسرائيلية خططها على الانفراد بكل جبهة عربية على حدة لعدم إمكانيتها من فتح أكثر من جبهة في آن واحد.
اعتمدت على الدول الكبرى من خلال عدم فسح المجال للقوات العربية بالمبادئة واختيار الزمان والمكان المناسبين لأي تخطيط عسكري تعبوي وعدم فسح المجال أو إعطاء فرصة للقوات العربية بتنظيم قطاعاتها لصد الهجوم أو القيام بهجوم مقابل من خلال التزام الدول الكبرى الأعضاء بمجلس الأمن بإصدار قرار وقف إطلاق النار بعد إتمام العدوان مباشرة لإظهار العرب وكأنهم اخترقوا القرارات والمواثيق الدولية وبهذا يستحقون الردع والعقاب، وقد كان من أهم أسباب هزيمة الجبهة المصرية الهجمات اللتى قامت.
أثناء بدء العمليات قامت القوة الجوية الإسرائيلية بضرب المطارات والقواعد الجوية العربية وتحطيم طائراتها، وكذلك استفادت من الضربة الجوية اللتى قامت بها القوات الجوية الأمريكية والبريطانية اللتان كانتا متمركزتان بقاعدتى هويلز والعدم بليبيا واللتى كان من أهم نتائجها تحييد سلاح الجو المصري واللذى كان بإمكانه تقديم الدعم والغطاء الجوى للقوات المصرية أثناء العمليات العسكرية أو حتى أثناء الانسحاب، ثم استثمرت تحرك الوحدات العربية في عملية إعادة التنظيم الخاصة بالقيادة العربية المشتركة وشنت هجوماً بالدروع باستخدام أسلوب الحرب الخاطفة على الضفة الغربية التي كانت تابعة للاردن وعلى مرتفعات الجولان السورية وقطاع غزة الذي كان تابعاً لمصر ولسيناء كل على انفراد حيث استعملت الأسلحة المحرمة دولياً كالنابالم وقذائف البازوكا. حدث ارتباك لدى القوات المصرية بسبب قرار الانسحاب العشوائي الخاطيء الذي اصدره القائد العام للقوات المسلحة المصرية المشير عبد الحكيم عامر، في الوقت الذي قررت فيه الوحدات السورية إعادة تنظيمها للرد على المعركة أو الضربة الأولى وتكثيف هجومها على إسرائيل.إلا أن مجلس الأمن سارع بإصدار قرار وقف إطلاق النار ففسح ذلك المجال أمام القوات الإسرائيلية بتنظيم وحداتها فيما يسمى عسكرياً استثمار الفوز. شارك الرئيس العراقي عبد الرحمن عارف بقوات عسكرية لدعم الجبهة على الرغم من القوات الكبيرة الرابضة في المفرق في الأردن إلا أن الدعم الأمريكي والبريطاني والفرنسي المعلن بالتدخل في حالة رد الدول العربية على العدوان مالم تستجيب لقرار مجلس الامن الدولي 242، الأمر الذي افشل خطط الهجوم المقابل العربية وجعل إسرائيل بواقع المنتصر. احمد البورى \ علي البوري
مذكرات نبيه السحيمات عن حرب 1967 في منطقة القدس
هذا المقال أو المقطع ينقصه الاستشهاد بمصادر. الرجاء تحسين المقال بوضع مصادر مناسبة. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها.
وسم هذا القالب منذ: فبراير_2010
أما حرب حزيران (حرب الأيام الستة) بعد استلام الرائد نبيه فلاح السحيمات السرية الثالثة من كتيبة الحسين الثانية من مذكرات نبيه السحيمات، كنا في روح معنوية جيدة وزودنا بأسلحة جديدة، منها مدافع مورتر 4.2" بوصة بدلاً من 3" وكذلك رشاشات 500 بدلاً من رشاش الفكرز وتدربنا عليها تدريباً جيداً. العاملين عليها من خيرة الأفراد وكانت الاستعدادات لدينا ولدى جميع القوات المسلحة وخاصة في منطقة الضفة الغربية والقدس تحديداً استعدادات جيدة جداً. وكانت الأوامر تصدر لنا بالاستعداد التام واليقظة وبذل الغالي والرخيص في سبيل حماية حدودنا وقدسنا والدفاع عنها بشكل جيد. ومن ضمن استعدادات، تركيز "رشاشات 500" على أسطح الفنادق المجاورة وعلى أسطح المنازل مع ما يلزمها من أكياس رمل إلى...الخ. ووضعت مدافع 106 مليمتر المقاومة للدروع ومدافع المورتر 4.2" بوصة، إضافة إلى الركت لانشر والانيرجا وما ألحقت معي من أسلحة أخرى مقاومة لصد أي هجوم محتمل من بوابة "مند البوم". وفي يوم الأحد 4/6/1967 حلقت طائرة تصوير خفيفة فوق مناطقنا، وأطلقنا عليها النار من رشاشات 500 وكان قائد القسم العريف عبد الله الدبوبي الذي أطلق النار، وأسقطنا الطائرة وشاهدنها وهي تهوي في المنطقة الغربية جهة إسرائيل، وتأكيدا لذلك وبعد اقل من ساعة جاءنا شكر بذلك من المرحوم الشريف "ناصر بن جميل" والذي كان نائبا للقائد العام للقوات المسلحة، حيث شوهدت الطائرة المصابة على الرادارات الأردنية وهي تهوي محترقة. وبالفعل بدأت المعركة يوم الاثنين 5/6/1967 الساعة الحادية عشرة والنصف وخمس دقائق صباحاً. بدأت المعركة بالأسلحة الخفيفة ثم المتوسطة ثم الأسلحة الثقيلة كمدفعية 25 رطل، والتي كانت ملحقة بنا في المنطقة الشرقية من القدس وهي كتيبة المدفعية التاسعة 25 رطل بقيادة "المقدم محمد الحصان"، بالإضافة إلى استعمال الطائرات وقنابل الإنارة ليلاً والتي حولت المنطقة إلى نهارا دائم ليلها كنهارها بالإضافة إلى الأسلحة الأخرى. حاول إسرائيل بكل وسائله الدخول من بوابة مند البوم أنفة الذكر، إلا أنني ومن معي مرتب السرية ضباطاً وضباط صف وأفراد استطعنا أن نوقف تقدم إسرائيل من هذه البوابة. وهي الطريق التي إذا تمكن إسرائيل الدخول منها إلى القدس لما كلفة ذلك سوى عشر دقائق. لكن والفضل لله كلما سمعنا صوت الآليات تقترب منا لمسافة قريبة جداً، كنت أركز جميع الأسلحة التي ذكرت، بالاشتراك مع مدفعية 25 رطل المساندة على مواقع إسرائيل، وتدمير مقدمته من آليات وإيقاع الخسائر الفادحة به، وحاول جيش إسرائيل الهجوم ليس بأقل من أربع مرات ولكنه فشل فشلاً ذريعاً، وبالرغم من وجود عمارة للمتقاعدين العسكريين على البوابة من منطقة إسرائيل، تطلق النار من جميع نوافذ العمارة باتجاهنا، واستعماله لكشافات قوية جداً سلطت على أعيننا حتى لمن نعد نرى أمامنا شيء ولو لمسافة اقل من متر، واستعماله أيضاً لقنابل غاز تسبب النعاس ورائحتها كرائحة الليمون، وقد أبلغت ذلك إلى قائد الكتيبة المرحوم كريشان وقال لي بالحرف الواحد تصرف بمعرفتك، وقمت فوراً بقصف مواقع هذه الكشافات بمدافع 4.2" بوصة من أقسام هذه المدافع والتي كانت بموقع الدير المقابل لقيادة سريتي، وكان قائد أقسام هذه المدافع النائب " محمد معيش العجرمي" وهو رجل قدير وشجاع، وتم قصف هذه المواقع والتي كانت تجاور مواقع UN في منطقة إسرائيل، وكذلك تم عن طريق هذه المدافع قصف بعض مواقعنا كأهداف تخليص أرواح وذلك عندما احتل إسرائيل بعض مواقعنا الدفاعية، وأهداف تخليص الأرواح كما يعرفها العسكريين تعني القصف علينا وعليهم. وأيضاً مما منعه من استعمال الطيران والمدفعية الثقيلة وجود قواته المهاجمة ويساندها لواء مظليين بشكل تجمع، مما يؤكد انه في حالة قصفه بأسلحة ثقيلة يوقع فيه خسائر فادحة ومضاعفة أكثر منا، حيث أنهم في حالة تجمع وهجوم ونحن في حالة وضع دفاعي متفرق، كما أنه يوجد على البوابة القنصلية البريطانية والأمريكية، والأهم من ذلك هو قرب المسافة بيننا وبينهم مما يؤكد إلى إصابة الطرفين في حالة استخدام القصف والطيران بالإضافة إلى إصابة المواطنين المدنيين خاصة إن المنطقة منطقة مؤهوله بالسكان متلاصقة الأبنية. لذا أردك الجيش الإسرائيلي استحالت الدخول من بوابة مند البوم إلى القدس الشرقية، بقية السيطرة لنا على جميع المواقع لغاية صباح يوم الثلاثاء 6/6/1967. وعليه تراجع إسرائيل إلى الخلف وأعاد تجمعه واتجه شمالاً جهة منطقة الشيخ جراح "تل الذخيرة"، وهي منطقة محصنة ويوجد بها حقول ألغام وأسلاك شائكة، إلا أنه فضل الدخول منها على الدخول من بوابة مند البوم. وقام بقصف منطقة الشيخ جراح، خاصة وإنها منطقة خالية من السكان تقريباً إلا من السرية الثانية من كتيبتي الحسين الثانية، فقام بقصفها قصفاً مركزاً تمهيدياً بالمدفعية والطيران ثم بعملية إنزال جوي غرب السرية الثانية، والتي كان يقودها "المرحوم الرائد سليمان السلايطة" والإنزال تم في ملعب الشيخ جراح خلف السرية الثانية وبالقرب من مستشفى القدس للعيون وفندق الامبسادور والطنطور، وتم التقدم بهذه القوات المظلية من جهة الشرق وقوات إسرائيل المهاجمة من جهة الغرب وحاصرت قوات السرية الثانية، وكان قتالا شديدا وصل حتى مرحلة الاشتباك بالسلاح الأبيض والقنابل اليدوية وتعارك بالأيدي، واظهر قائد السرية وضباطه وجنوده كل شجاعةً وبسالةً وإقدام. ثم انتقل القتال إلى مواقع السرية الأولى بقيادة الرئيس "حمود أبو قاعود" والذي عزز مواقعنا بسريته الأولى بين مواقع السرية الثالثة والسرية الثانية في الشيخ جراح، وحدث مع السرية الأولى ما حدث مع السرية الثانية، هذا وإنني واقسم على ذلك إنني قد سمعت على الجهاز اللاسلكي قادة السريتين الثانية والأولى يبلغان قائد الكتيبة بأن إسرائيل دخل إلى خنادقهم ويشتبكون معه بالسلاح الأبيض، وهذا ما حدث معي بالتمام والكمال. بعد دخول إسرائيل إلى مواقعي وكانت مواقعي آخر مواقع التي احتلها إسرائيل، علما بأنني لم أتطرق إلى التفصيل في قتال السرية الثانية والأولى لأنه يوجد من هو اقرب مني لهم من قادة ومرتبات أخرى اقدر مني على هذا التفصيل، علما بان قائد اللواء الملك العميد الركن " عطا علي" كان على اتصال معي للوقوف على سير المعركة، وكان يتم طول الليل تزويدنا بالذخيرة المختلفة. صباح الثلاثاء ابلغني قائد الكتيبة بان إسرائيل احتل منطقة السرية الثانية في الشيخ جراح (تل الذخيرة) واحتل مواقع السرية الأولى والتي تقع بين سريتي الثالثة والسرية الثانية، وإسرائيل الآن متوجه إليك إلى مواقعك، وأوصني بقوله حرفيا " أبوي نبيه القتال من شارع إلى شارع ومن بيت إلى بيت والنار ولا العار" وأجبته " ابشر يا أبو مازن لن تسمع عنا إلا كل طيب إن شاء الله". فقمت بإعادة توزيع جنودي والأسلحة المقاومة للدروع في مواقع جديدة داخل المدينة عند نقاط اقتراب دبابات إسرائيل، حيث أصبح القتال قتال شوارع ومناطق مبنية. وبالفعل وصلت طلائع إسرائيل من عدة محاور منها: محور "مند البوم"، والمحور الثاني من شارع نابلس أسفل الشيخ جراح جنوباً وبأول الشارع قام إسرائيل بتوزيع هذا المحور إلى محورين الأول عن طريق نابلس باتجاه قيادتي والثاني سلك محور المحافظة- الإذاعة- البريد الآلي- باتجاه باب الساهره، ثم اتجهت دباباته إلى باب العامود، والمحور الثالث من وادي الجوز باتجاه الجثمانية حيث انحرف قسم منها باتجاه وسط البلد خارج الأسوار، وتم تطويق مواقعي من جميع الاتجاهات، علما بأن قائد الكتيبة كريشان سبق وابلغني بأن جميع الدبابات الموجودة في المنطقة هي دبابات معادية. هذا وليعلم الجميع بان هذه المحاور لا يتجاوز كل محور فيها عشرات الأمتار. هذا وقد جرى الاشتباك مع إسرائيل من قبلي وقبل سريتي على مسافة أمتار تتقلص في كثير من الأحيان إلى الاشتباك بالحراب بالسلاح الأبيض والقنابل اليدوية داخل الخنادق الدفاعية. وأريد أن أوضح بأن عقيدة إسرائيل القتالية كانت تتلخص بان يحتل المواقع الإستراتيجية في كل موقع يحتله، ويسيطر على مفترقات الطرق ويجنب قواته في حالات كثيرة النزول من الآليات، والدخول إلى الشوارع الفرعية والحارات والأزقة، خوفا من الاشتباك والمواجهة المباشرة، ولو كان يقاتل بخلاف ذلك لتعرض إلى خسائر فادحة. وبقينا نقاتل طيلت يوم الثلاثاء بشكل فردي وجماعي، حيث استشهد من استشهد واسر من اسر، وشاهدت أشلاء الشهداء في مواقع كثير ولهذا حديث آخر، واستمر القتال متفرقا إلى صباح الأربعاء. في حوالي الساعة العاشرة من صباح الأربعاء 7/6/1967 كنت لا أزال في مواقعي وبكامل ملابسي العسكرية وسلاحي الشخصي، أبلغت بوجود قوات عراقية عند باب العامود فخرجت لاستطلاع ذلك فشاهدت دبابات تحمل العلم العراقي وإثناء بتقدمي إليهم أطلقوا النار باتجاهي ومن معي، فعرفت أنها خدعة من إسرائيل فعدت حيث كنت. وفي هذه الإثناء خطب جلالة المغفور له جلالة الحسين خطابه الشهير وقال " كلوهم بأسنانكم وقطعهم بأظافركم..." إلى آخر الخطاب كما استمعت إلي بلاغات رسمية من الإذاعة الأردنية تعلن بوصول إسرائيل إلى منطقة نهر الأردن وأريحا والى منطقة الجسور. هنا أدركت أن الأمور انتهت وان إسرائيل سيطر على كل شي، فبقيت في منطقتي متنقلا من موقع إلى آخر، ولم استطع الدخول إلى القدس القديمة ألا يوم الجمعة الموافق 9/6/1967 حيث سمح إسرائيل بالتنقل داخل المدينة، علما بان المسافة بين موقعي المحاصر فيه وباب العامود لا يتجاوز عشرين متر، وبعد دخولي إلى القدس القديمة المشار إليه أعلاه يوم الجمعة بقيت في القدس القديمة داخل الأسوار بمعرفة أصدقاء لي، وقد وزع إسرائيل أثناء ذلك مناشير باللغة العربية تحذر أي مواطن مقدسي من إيواء أو مساعدة أي ضابط أو جندي من الجيش العربي، وبخلاف ذلك يحكم علية بثلاثة آلاف دينار أو ثلاثة سنوات أو كلا العقوبتين معاً. وفي يوم الاثنين اللاحق الموافق 13/6/1967 صممت على الخروج من القدس مع علمي بنقاط تفتيش على القدس، ووجود صوري ملصقة على هذه الأبواب وكانوا يعرفون الجندي من هويته المعدنية إذا كانت معه أو علامة الخوذة الفولاذية التي كان يلبسها، ولكن وبفضل الله تمكنت من الخروج من باب الأسباط بين جموع من المواطنين سيرا على الأقدام حتى منطقة أريحا، ثم نزلت من منطقة المغطس ومنها إلى جسر الملبي وكانت الجسور مدمرة واتجهت إلى عمان، وهذا كان يوم الثلاثاء صباحا حيث اتصلت من بيتي مع قائد الكتيبة الشهيد كريشان فهنئني بالسلامة، وطلب مني الاستراحة ولكني التحقت بوحدتي باليوم التالي صباح الأربعاء في منطقة "خو". ثم أعدنا تنظيمنا وانتقلنا إلى منطقة الرمثا ومناطق أخرى لعدت أيام ثم استقرينا في منطقة "أم قيس" وتوزعنا على عدة مناطق منها : منطقة "المخيبة التحتى والفوقى" و" سد الوحدة" و"الشونة الشمالية" و"الباقورة" و"العدسية". وهنا كنا نستلم قوات الحجاب في الباقورة وقناة الغور الشرقية، وبدأت حرب الاستنزاف وقصف منطقة " كم قروق" في اربد ومناطق الكتيبة في أم قيس واستشهاد المرحوم كريشان قائد الكتيبة ولهذا حديثا آخر في 15/2/1968. وكان أول شهيد من سريتي يوم الاثنين المرحوم "سماره منزل خميس" من أهل الجبل وكان يرمي على مدفع 2" أنش مورتر في وسط شارع مند البوم ومررت بجانبه وطلبت منه تغيير موقعه لأن المورتر سهل الكشف من قبل إسرائيل، ولكن الشهادة كانت أقرب إليه واستشهد أثناء عودتي إليه في نفس الموقع، أما الشهداء الضباط عندي منهم: الشهيد م.1 هيكل منصور تركي الحيدر الزبن الشهيد م.1 مالك العوران، ولقصة استشهادهم حديث آخر. أما الشهداء الأفراد فهم كثر ومنهم: الشهيد إبراهيم خليل والشهيد أحمد محمود أبو عكاز والشهيد حسين علي البطوش والشهيد أسعد مسعود أسعد والشهيد رياض مصطفى والشهيد أسعد خليل جبر والشهيد أحمد علي عبد الرحمن والشهيد موسى محمد علي والشهيد سلامة سليمان محمد والشهيد سويلم هويمل والشهيد غالب عبد الله والشهيد هاشم محمد حمدان والشهيد علي مفلح عمر والشهيد أحمد عبد القادر والشهيد عبد الرزاق دهمش والشهيد جمعة أحمد محمود والشهيد محمد شفيق أحمد والشهيد علي مصطفى إبراهيم والشهيد فواز فايز أحمد والشهيد محمود أحمد سليمان والشهيد فايز مفلح حسين وآخرون كثيرون، حيث بلغ عدد الشهداء 104 شهيد من كتيبة الحسين الثانية (أم الشهداء) ومع "الجرحى والمفقودين" 414 فرد من اصل شهداء الأردن الذين بلغوا 578 شهيد. وأحدد هنا أن إسرائيل قبل الصديق شهد بذلك القتال، وقال قائدتهم "نحن في حرب حزيران لم نقاتل كقتال محترف إلا الجيش العربي الأردني"، وقال وزير دفاعهم موشي ديان "أن كل خطوة على بوابة مند البوم كلفتنا عشرات الضحايا". أما القتال في كتيبة الحسين الثانية ككل، فكان قتلاً مريراً وباسلاً ألحق بإسرائيل أشد الخسائر المادية والمعنوية والبشرية، وقد قتلت كتيبة الحسين الثانية من إسرائيل مائة وخمس وثمانون قتيلاً بين ضباط وضابط صف وجند عدا الجرحى والخسائر المادية. وهذا موجود الآن على عدة لوحات في المتحف الموجود في منطقة الشيخ جراح مع صور للقتلى وأسمائهم ورتبهم ومواقع قتلهم لمن يريد أن يشاهد ذلك. وقد شاهدت هذه الأسماء بنفسي أثناء زيارتي للقدس عام 1997 وهي موجودة لغاية الآن. كما يوجد في الخنادق الدفاعية بعض الأسلحة المدمرة لغاية الآن التابعة لكتيبتي. كما اذكر وبكل فخر تجوال مساعد قائد الكتيبة الرائد الركن علي مثقال الفايز بالشماغ رافضا ارتداء الخوذة، وهذا إن دل على شيء يدل على البطولة، وان نسيت لن أنسى التلميذ المرشح "عادل الملاحمة الطراونة" والذي كان مسئولا عن دار المغربي ولا تزال الشظايا في كافة أنحاء جسمه إلى الآن وهو الآن يحمل شهادتين دكتوراه في أمريكا، كما اذكر بالفخر شجاعة قائد الفئة التي قاتلت في مند البوم وهو م. حامد قاسم الملكاوي والذي استشهد فيما بعد في أغوار الضفة الشرقية. واذكر جهود واتصالات ضابط استخبارات الكتيبة وهو آخر من اتصل معي م.2 غازي الربابعة وهو دكتور الآن للعلوم السياسة في الجامعة الأردنية. كما اذكر انه وصلتني نجدة بقيادة م1 هيكل منصور الزبن، وقد قمت باعطائهم محاضرة في ساحة الدير ووزعتهم بين جنود النظامين واستشهد المرحوم هيكل. وأيضا بعد ذلك جاءت نجدة أخرى بقيادة الرئيس سامح فائق المجالي صباح الثلاثاء إلا أن إسرائيل طوقهم من كل جانب واستطاع أن يأسر السيد سامح وبعض رفقائه بعد إبلائهم بلاء حسنا علما بأنهم جاءوا لنجدتنا ونجدت الإذاعة بناءً على طلبي من قائد الكتيبة. وأيضا الشهيد البطل الجندي" إبراهيم خليل" من منقطة اليامون – جنين والذي كان عريساً قبل استشهاده بأربع وعشرين ساعة وكان يحمل سلاح الانيرجا ضد الآليات، شاهدته يوم الثلاثاء مستشهدا وهو يحتضن سلاحه ومشطورا رأسه إلى قسمين وعرفته من هويته المعدنية والنصف الآخر من وجهة. وكذلك لن أنسى الشهيد المرحوم " إبراهيم حسين علي البطوش" والذي استشهد بجانبي على بعد لا يتجاوز المتر بصلية في صدره.