اليوم جايبتلكم موضوع عن شاعر فلسطيني وهو صوت فلسطيني بدأ يصدح منذ عام 1954، عندما احترف الغناء صغيراً، أخذ يشارك في الفعاليات الشعبية والإعلامية الفلسطينية في الوطن العربي وخارجه، لينتقل إلى كتابة أغانيه وتلحينها. أسس فرقة فلسطين للتراث الشعبي، ثم أسماها (فرقة ناجي العلي) تخليداً لذكراه، ومنذ ذلك الوقت وإلى اليوم ما زال يقول الشعر الشعبي الملتزم ويغنيه، محرضاً على النضال وعدم التنازل عن الحقوق.
عن بدايات تجربته يحدثنا (أبو عرب) الشاعر إبراهيم محمد صالح قائلاً:
** كنت مولعاً بالغناء وسماع الشعر منذ الصغر، حيث كان عمي وجدي ينظمان الشعر، فتأثرت بهما، ولاسيما جدي الذي خصص أشعاره للثورة والثوار عام 1936، ولتحريض الشعب الفلسطيني ضد المحتل الإنكليزي، وكان ككل الشعراء الفلسطينيين الذين يحوّلون الأعراس إلى مظاهرات ضد الاحتلال، وهكذا بدأت بالغناء عام 1954 في المخيم، وقدمت الأغاني الوطنية الثورية، إضافة لأغاني الحنين للوطن والبلاد، وفي عام 1960 اشتهرت على مستوى المخيم، فدعيت من قبل إذاعة صوت العرب ـ ركن فلسطين، لتقديم الأغاني الفلسطينية، وعندما انطلقت الثورة الفلسطينية عام 1965 أصدرت أشرطة تسجيلية لمجموعة من الأغاني، ووزعتها، وكانت جميعها من تأليفي وألحاني، وإلى الآن اأؤلف وألحن جميع أغانيّ، وأسخّر صوتي للأغاني الفلسطينية الملتزمة الوطنية والثورية.
** كنت مولعاً بالغناء وسماع الشعر منذ الصغر، حيث كان عمي وجدي ينظمان الشعر، فتأثرت بهما، ولاسيما جدي الذي خصص أشعاره للثورة والثوار عام 1936، ولتحريض الشعب الفلسطيني ضد المحتل الإنكليزي، وكان ككل الشعراء الفلسطينيين الذين يحوّلون الأعراس إلى مظاهرات ضد الاحتلال، وهكذا بدأت بالغناء عام 1954 في المخيم، وقدمت الأغاني الوطنية الثورية، إضافة لأغاني الحنين للوطن والبلاد، وفي عام 1960 اشتهرت على مستوى المخيم، فدعيت من قبل إذاعة صوت العرب ـ ركن فلسطين، لتقديم الأغاني الفلسطينية، وعندما انطلقت الثورة الفلسطينية عام 1965 أصدرت أشرطة تسجيلية لمجموعة من الأغاني، ووزعتها، وكانت جميعها من تأليفي وألحاني، وإلى الآن اأؤلف وألحن جميع أغانيّ، وأسخّر صوتي للأغاني الفلسطينية الملتزمة الوطنية والثورية.
* كيف ترى دور الفن الملتزم بالقضايا الوطنية والقومية، أمام التحديات التي تواجه عالمنا العربي حالياً؟
** يبقى الفن الملتزم والكلمة الملتزمة يحرِّضان على عدم التشاؤم، وعلى النضال ضد المعتدي، وفي أيام الثورة يقوم الشعر بتغذية روح المقاتل وتوعية الجماهير، والفنان الملتزم أشد من المقاتل، لأن المقاتل يقاتل بمفرده، بينما الفنان يحرض الألوف من البشر ويدفعهم للقتال.
ولاسيما في ظل الهيمنة الأمريكية على العالم، وانحياز مجلس الأمن، والكيل بمكيالين للقضايا العربية في فلسطين والعراق، لا بد من التأكيد على المقاومة، وهذا ما أفعله في غالبية الأغنيات التي أؤديها والأشعار التي أنظمها، ففي إحدى القصائد أقول:
(بغداد بغداد شو اللي جرى وشو صار
بغداد عز العروبة وكل مخلص صار
يتأمل الخير يا بغدادنا فيكي
البصرة كغزة، والموصل جبال النار
جنين بغداد بالأرواح تفديكي
اجعلي حجارك جمر، واجعلي جمرك نار
واجعلي ترابك قبر لكل أمريكي)
دائماً أربط بين القضية الفلسطينية، والقضايا الوطنية العربية، لأن الأسلوب نفسه الذي يستعمله الصهاينة في فلسطين يستعمله الأمريكيون في العراق من قتل وهدم للبيوت، والسيناريو نفسه الذي طبقه لدى احتلال العراق، يتبعه الأمريكيون على سوريا.
* برأيك هل تكمن أهمية الشعر الشعبي في كونه يحاكي العامة من الناس؟
** ليس ذلك وحسب، بل لأن الشعر الشعبي كله يغنّى، إذ نجده في العتابا والموال والقصيد والزجل والدلعونة وغيرها، ويصبح أغنية يرددها تلميذ المدرسة وفلاح الحقل، وجميع أفراد الشعب، كما أنه يمتاز بأن أول البيت وآخره من أول القصيدة إلى آخرها، يبقى ملتزماً بالقافية والوزن، إضافة لكونه يترافق مع الأدوار السياسية في المنطقة منذ أيام الحكم العثماني، حيث كان هناك انتقاد للسياسة العثمانية، وانتقاد للدور البريطاني في فلسطين والأردن والعراق، يحرّض على الثورة وتحرير الأراضي، ويكاد يغدو الشعر الشعبي كل الشعب، فمثلاً أغنية الشاعر الفلسطيني نوح إبراهيم التي قالها عام 1929، ومطلعها:
من سجن عكا طلعت جنازي محمد جمجوم وفؤاد حجازي
حيث قالها بمناسبة إعدام ثلاثة أبطال في سجن عكا شنقاً، منها انطلقت الثورة، ولا زالت الأغنية تردد حتى اليوم.
* ماذا عن فرقة ناجي العلي التي قمت بتأسيسها؟
** عندما انتقلت إلى لبنان عام 1978، استلمت ركن الغناء الشعبي في إذاعة فلسطين، وكنت أقدم مجموعة من الأغاني على مدى ربع ساعة يومياً، حتى عام 1982، حيث شهدت الحصار وحوصرت مع المحاصرين، وكنت خلال فترة إقامتي في لبنان، أدعى من قبل المخيمات الفلسطينية للغناء، وشكلت عام 1980 فرقتي الأولى من 14 عازفاً، وأسميتها فرقة فلسطين للتراث الشعبي، وكانت الوحيدة التي تزور المقاتلين الفلسطينيين على خط التماس مع الجبهة لتشجيعهم وتحريضهم على الصمود.
وبعد اجتياح لبنان عدت إلى سوريا، شكلت فرقتي من جديد، وبعد استشهاد الفنان الفلسطيني ناجي العلي رحمه الله عام 1987 أصبح اسم الفرقة: (فرقة ناجي العلي للتراث الشعبي) تخليداً لذكراه، وما زالت حتى الآن تقوم بتلبية دعوة جميع الفصائل الفلسطينية سواء في داخل سوريا أو في خارجها، في الأقطار العربية والأوروبية كألمانيا وإنكلترا وفرنسا وسويسرا وهولندا والنمسا والسويد والدانمارك وكندا وأمريكا، والإقبال من الجالية العربية كبير، إضافة إلى المتعاطفين مع القضية من أبناء تلك البلاد. وفيما يلي بعض الكلمات التي تحكي ألم ومعاناة النكبة واللجوء:
(شهر وسنه عم تمرق الأيام
والليل باكي فوق خيمتنا
وأطفال تحت البرد عم بتنام
بخيمة، وريح الظلم عصفتنا
وجدّي مريض بتوكلو الأسخام
أختي وأنا منلوك دمعتنا
وأمي قبال دموعها أرقام
أرقام تحكي بُعد نكبتنا)
* بعد مرور 57 عاماً على النكبة، ومع تعقد الظروف السياسية في المنطقة، هل ما زال الأمل موجوداً بالعودة؟
** أنا غير خائف على القضية، لأني أرى ابني متحمساً لأجلها أكثر مني، وإذا نظرنا إلى الشهداء الفلسطينيين نجد أن 95% منهم من الشباب الذي لم يولد في فلسطين، ولدي ثقة أن أولادنا سيعودون، إلا أنه يجب أن يكون هناك سعي جدي بين الفصائل الفلسطينية لتوحيدها، بحيث يكون هناك فصيل أو اثنان، حتى يبقى مجال للانتقاد والمعارضة بينهم، طالما أن هدف الجميع هو تحرير فلسطين.
* ماذا تهدي سوريا أمام التحديات التي تعيشها اليوم؟
** أهديها هذا البيت من العتابا:
( واجب سل سيوفي وحدها
تا إحمي تربة بلادي وحدها
سوريا بساحة الهيجا وحدها
تنادي الصوت باطل يا عرب )