بيسان
بيسان هي مدينة تقع شمالي شرقي مدينة جنين، وهي من أقدم المدن في فلسطين التاريخية. تمتد المدينة على مساحة 7330 دونماً (7،33 كم2)، وعدد سكانها 16200 نسمة.
بيسان
تقع مدينة بيسان في قلب مرج بيسان الذي يواصل غور الأردن بمرج ابن عامر. وتبعد 33 كم من مدينة جنين الفلسطينية إلى الشمال الشرقي حين كانت تتبع مخافظة جنين قبل 1945.
تاريخ البحث الأثري
بدأت أعمال التنقيب في الموقع عام 1921م، من قبل جامعة بنسلفانيا هذا عندما كانت تتبع محافة جنين، بإشراف "Fisher" بين الاعوام 1921 – 1932م، ثم نقّب في الموقع "Rowe" بين 1925 – 1928م، ثم أشرف "Fitzgerald" على التنقيبات التي جرت بين 1930 – 1933م، وقامت الجامعة العبرية بالتنقيب عام 1983م بإشراف "Yadin and Geva". آخر التنقيبات في الموقع قام بها "Mazar" عام 1989م الذي تركزت أعماله في الطبقات العائدة إلى العصر البرونزي المتوسط والـمتأخر والعصر الحديدي (الرحابنة 2003: 144).
مراحل الاستقرار
كشفت أعمال الحفريات المشار إليها سابقاً عن سلسلة متراكمة من الطبقات الأثرية بلغت حوالي ثمانية عشرة طبقة، يرجع أقدمها إلى حوالي 4000 ق.م (سلسلة المدن الفلسطينية: 14). وتعود هذه الطبقات للفترات التالية: نهايات العصر الحجري الحديث، العصر الحجري النحاسي، العصر البرونزي المبكر، العصر البرونزي المتوسط، العصر البرونزي المتأخر، العصر الحديدي، الفترة الرومانية، الفترة البيزنطية، الفترة الإسلامية المبكرة (الرحابنة 2003: 145).
تاريخ المدينة
بداء تاريخ بيسان كقرية قرب مدينة جنين وتذكر المدينة في الرسائل الفرعونية من القرن ال14 قبل الميلاد في قائمة انتصارات تحتمس الثالث. وأكدت الحفريات الآثارية في المدينة أنها كانت مركزاً إدارياً للمملكة المصرية الفرعونية في عصر الأسرتين المصريتين الثامنة عشرة والتاسعة عشرة، عندما خضعت بلاد الشام للسيطرة الفراعنة.
جانب من المدينة
في العصر الهيليني، بعد انتصارات الإسكندر الأكبر، أطلق اليونانيون اسم سكيثوبوليس على المدينة، بينما أشار اليهود المحليون إليها باسم "بيشان". وفي تلك الفترة كان سكان المدينة من اليونان واليهود.[بحاجة لمصدر] في التلمود الأورشاليمي يذكر أن سكان بيشان كانوا يختلفون في لفظ العبرية عن اللفظ العادي ولذلك لم يصلحوا لدلالة المصلين في الكنس إذا تمسكوا بلفظهم الأصلي[1].
قي العصر الروماني كانت سكيثوبوليس، أي بيسان، إحدى مدن حلف الديكابولس العشر. كشفت الحفريات الآثرية المعالم المركزية للمدينة الرومانية: المسرح، الهيبودروم وال"كاردو" (الشارع الرئيسي).
بنى البيزنطيون ديراً في المدينة وجعلوها في 409م عاصمة المحافظة الشمالية من فلسطين. في 749 دمرت المدينة بزلزال فهجرها غالبية سكانها.
معبد روماني في المدينة
في عصر المماليك ازدهرت المدينة من جديد.
في أيام الانتداب البريطاني على فلسطين سكن مدينة بيسان حوالي 5000 ساكن من العرب الفلسطينيين أغلبيتهم مسلمون والباقي مسيحيون. هجر جميعهم المدينة إثر حرب 1948.
في 1949 قامت الحكومة الإسرائيلية بتهويد المدينة.
البقايا الأثرية
تم الكشف عن بقايا دير مهدوم وكنيسة خلال حفريات عام 1930م، وعثر في تل الجسر إلى الشمال الغربي من بيسان على بقايا أبنية وأعمدة وطريق مبلط ومدافن. أما خان الأحمر الواقع إلى الشمال من تل الجسر فقد عثر فيه على أنقاض خان وبركة وأعمدة ومدافن. وفي تل المصطبة بالقرب من خان الأحمر شمال بيسان عثر على مدافن وبرج روماني، وبقايا دير وكنيسة مرصوفة بالفسيفساء، ومقبرة، وأثبتت الحفريات في تل الحصن الأثري قيام تسع مدن عليه يعود أقدمها إلى فترة حكم الفرعون المصري تحوتمس الثالث (1501 – 1447 ق.م)، وأحدثها يعود إلى الفترة الإسلامية. ومن الآثار المصرية في هذا التل نصب الفرعون رمسيس الثاني (1301 – 1224 ق.م) (سلسلة المدن الفلسطينية: 19). أما المقبرة الشمالية الواقعة إلى الشمال من تل الحصن الأثري فإنها من أكبر المقابر المكتشفة في فلسطين حيث عثر فيها على 200 من المدافن الكهفية وتشير المرفقات الجنائزية أن المقبرة استخدمت طيلة الفترة الممتدة من العصر البرونزي المتوسط الأول حتى الفترة البيزنطية، وعثر في المقبرة على كسر وأغطية فخارية لحوالي خمسين تابوتا من العصر البرونزي المبكر (الرحابنة 2003: 145 – 146). وتم الكشف عن أكثر من 35 إناءاً من الألباستر تعود إلى العصر البرونزي المتأخر، وعثر على أوان مصنوعة من الألباستر المصري تمثلت بمزهريتين وإبريق وكأس جاءت هذه الأواني من إحدى غرف المعبد. وزرين في غرفة المذبح، وصولجان من الألباستر، وحوالي 21 مغزلاً اكتشفت في المعبد، وعثر على ختم على شكل طائر البط، يؤرخ إلى المرحلة الانتقالية بين العصر البرونزي المتأخر والعصر الحديدي (James and McGovern 1993: 182, 183, 184, 187, 190 196). وعثر على عدد من الأواني المصنوعة من الحجر المزجج، تتمثل بإبريق وجرة بيضوية وإناء من نوع "Chalice"، وزبدية وذلك في المعبد العائد إلى المرحلة الثانية من العصر البرونزي المتأخر، وعثر على ثلاثة أمشاط ومجموعة من التعاويذ والخرز وأختام جعرانية في المقبرة الشمالية (Higginbotham 2000: 90).
وعثر على مواد مصنوعة من العاج من بينها غطاء وعاء على شكل رأس إنسان من العصر البرونزي المتأخر، وقطعة عاجية تمثل دمية، وملعقة عاجية على هيئة فتاة في وضع السباحة (الرحابنة 2003: 148). وكشفت التنقيبات الأثرية في تل الحصن عدداً من الأختام الجعرانية، منها ختم الملكة حتشبسوت وختم يحمل اسم الملك تحوتمس الثالث والرابع (Rowe 1991: 10, 18).